طلب الخليلي الأباضي مناظرة ابن باز رحمه الله تعالى

العقيدة الإسلامية


                               بسم الله الرحمن الرحيم

       في أحد السنوات حوالي سنة 1407 هـ  مفتي عمان الاباضي  تكلم في محاضرة في شريطين ينكر فيهما رؤية الرب جل وعلا في الآخرة وينكر أن المؤمنين يرون ربهم جل وعلا في الآخرة ويأول الأحاديث الواردة في البخاري ومسلم فضلاً عن غيرهما ، يردها ويقول أنها أخبار آحاد لا يؤخذ بها في العقيدة ثم يختم كلامه بأن يدعو سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالي – وكان عندئذ حياً يدعوه إلي المناظرة في مكة في الحرم عند الكعبة ويشترط في ذلك أن تحضر المناظرة وكالات الأنباء ، فلما سمعتُ تلك الأشرطة في ذلك الوقت صليت مع الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالي – الفجر في مسجده في مكة في منطقة اسمها العزيزية وكان معي أحد الزملاء قلنا له : بأن الخليلي فعل كذا وكذا ويريد أن يناظرك في المسجد الحرام عند الكعبة بشرط حضور الوكالات العالمية ، فكان جواب الشيخ رحمه الله أن قال : هذا مبتدع يريد أن ينشر بدعته .اهـ

وعندما تنقل وكالات الأنباء تلك المناظرة فإن الكثير من العوام وغيرهم لا يفرق في هذه المسائل بين حق وباطل ولا يعرف كثيراً مما يدور في تلك المناظرات من الأسئلة والأجوبة فهذه المناظرات  تتسبب في بلبلة الكثير من العوام ، فالشيخ بفطنته وحكمته ودقة نظره رحمه الله قال : هذا مبتدع يريد أن يروج بدعته . لأنه لا أحد يسمع له ولا أحد يعرفه ، لكن إذا خرجت هذه المناظرة من عند الكعبة ومن المسجد الحرام فستملأ أرجاء الدنيا ، والمعروف عند أهل العلم أن رؤوس المبتدعة قلما يرجعون عن بدعتهم وهذا كلام السلف وكلام الأئمة حتي إن من كان يأتي لواحد منهم يقول كلمني كلمة يقول له : ولا نصف كلمة امسك الشمس أولاً . أي إن استطعت أن تمسك الشمس كلمتك وهذا تعليق بمستحيل ؛ لأن رؤوس المبتدعة قلما ترجع عن بدعها وهذا كلام الأئمة وهو موجود في كتاب أبي القاسم اللالكائي شرح اعتقاد أهل السنة بأسانيده وكذلك موجود بالأسانيد في كتاب الإبانة لابن بطه .