كلمة عن العناية بالنشء وعدم اهمالهم

التربية


                      بسم الله الرحمن الرحيم

قال الذهبي في السير:

عن يحيى بن سعيد: أن ابن المسيب كان إذا مر بالمكتب، يعني بالكُتّاب، قال للصبيان: هؤلاء الناس بعدنا"

 هذه كلمة تبين مكانة الأطفال والأولاد الصغار الذين يحفظون في الكتاتيب عند السلف الصالح ، كثير من المؤدبين أو إن شئنا قلنا بعض المؤدبين يستهين بهؤلاء الأطفال، يستهين بتربيتهم ويستهين بتعليمهم ويستهين بما يفعله هو أمامهم، فيرسخ في أذهانهم، ويكبرون على ذلك، وبعد ثلاثين سنة أو أربعين سنة يقول كان عندنا شيخ في الكتاب يصنع كذا وكذا إما شيئًا حسنًا أو سيئًا، إما يقوله الطفل على سبيل التمسخر أو سبيل المدح والاقتداء، يقول سعيد بن المسيب يقول الراوي عنه: كان سعيد إذا مر بالمكتب، يعني بالكتاب الذي فيه الأولاد، قال للصبيان: هؤلاء الناس بعدنا، يعني هؤلاء الذين سيتوسدون الأمر بعد ذلك، منهم من سيكون مديرًا وطبيبًا ورئيسًا وشيخًا وداعيةً ورئيسًا للوزراء إلى آخره، فيبنغي علينا ألا نهمل تربية الأبناء والأولاد في الكتاتيب وألا نتمسخر بهم وأن نعرف أن هؤلاء اليوم صبيان وغدًا أبطال أو شجعان أو قراء أو محدثين أو قادة.. هذا من فقه سعيد رحمه الله تعالى..