كلمة حول سنة موت الفقهاء
بسم الله الرحمن الرحيم
حدث في سنة ألف وأربعمائة وعشرين من الهجرة تلك السنة مات فيها عدد من الفقهاء، كان على رأس هؤلاء الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في المحرم سنة ألف وأربعمائة وعشرون، وقبله في ذي الحجة، قبله بشهر في ذي الحجة مات الشيخ عبد الله بن غصون وهو أحد العلماء الكبار وكذلك في تلك السنة مات الشيخ مناع القطان صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن، وفي نصف السنة في جمادى الآخر مات الشيخ الألباني، العلامة الكبير المحدث، في جمادى الآخر، في الشهر السادس، سنة ألف وأربعمائة وعشرين من الهجرة، ومات أيضًا في تلك السنة الشيخ مصطفى الزرقا وهو أحد الفقهاء الأصوليين من الأردن وقد رأيته مرة واحدة في أثناء اجتماع لمجمع الفقه الإسلامي في مكة المكرمة وهو صاحب كتاب القواعد الفقهية وله أيضًا كتابات في الأصول وأبحاث جيدة في ذلك..
، ومات الشيخ سيد سابق في آخر السنة صاحب كتاب فقه السنة.. وكتاب فقه السنة أثنى عليه الشيخ الألباني وحققه لما طلب الشيخ سيد سابق منه التحقيق وفيه أحاديث ضعيفة وترجيحات أيضًا ضعيفة ومن كان عنده نسخة الشيخ الألباني يستطيع أيضًا أن يستفيد منها في التعليق على ذلك الكتاب، واسمه جميل، في وقت كان الفقه المنتشر هو فقه المذاهب، فقه التعصب للمذاهب، فالشيخ الألباني أعجبه اسمه، فقه السنة، يعني لنأخذ الفقه من السنة، لكن كان يعوزه أن يأخذه من السنة الصحيحة فهو لم يعتن كثيرًا بتحقيق الأحاديث والشيخ الألباني رحمه الله تعالى بدعوة من الشيخ سيد سابق قد قام بشيء من ذلك لكن أظن أن الشيخ لم يكمل الكتاب..
فعلى كل حال هذه سنة ألف وأربعمائة وعشرون، وهؤلاء من ماتوا فيها..
قريب من ذلك سنة ألف وأربعمائة وإحدى وعشرين أيضًا مات فيها الشيخ محمد صفوت الشوادفي رحمه الله تعالى ، مات في جمادى الأولى سنة ألف وأربعمائة وواحد وعشرون، وهو شيخ معروف وكتاباته طيبة وجيدة وكان رجلاً قويًّا في الدعوة وقويًّا في الحجة، ويرأس إدارة الدعوة والإعلام في المركز العام، ومات صغيرًا رحمه الله تعالى..
مات أيضًا في جمادى الآخرة بعده بشهر الشيخ محمد بن قاسم العاصمي، وهو ابن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم، وهو ابن جامع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، والتقيت به أيضًا مرة واحدة في مسجده في الرياض، توفي في سنة ألف وأربعمائة وواحد وعشرين في جمادى الآخرة..
مات في هذه السنة أيضًا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شوال في الخامس عشر منه، وتوفي في السادس عشر، مات في يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس، وصلينا عليه في المسجد الحرام ودفن في مكة في مقبرة العدل سنة ألف وأربعمائة وإحدى وعشرين ،أيضًا مات من مشايخنا تلك السنة الشيخ علي سنان، وهو من مشايخ المدينة المنورة، وقد قرأنا عليه وسمعنا عليه في المسجد النبوي في نيل الأوطار وقطر الندى، مات في شوال في نفس هذه السنة..
كذلك مات في أيضًا في شوال الشيخ علي الهندي وكان له درس أمام الحجر أمام ميزاب الكعبة، في الصحن، سمعنا منه في شرح البخاري توفي أيضًا الشيخ علي الهندي رحمه الله تعالى ورحم من سبق في سنة ألف وأربعمائة وإحدى وعشرين..
بعض الناس قد يستغرب ذلك، لكن هذه على كل حال فيها فوائد قد تحتاج إليها في المستقبل، في ذكر تأريخ بعض هؤلاء الذين قد تجد صعوبة في العثور على بعضها..
وإن شئتم قليلاً من المزيد في السنة التي بعدها توفي الشيخ عبد العزيز السلمان صاحب كتب المواعظ الفقهية، وموارد الظمآن، والأسئلة والأجوبة الأصولية، والأسئلة والأجوبة على الواسطية وغير ذلك، وهذا الرجل كان يضرب به المثل في الورع والزهد وكان من تحريه يمنع أي أحد من أنه يقف على كتبه أو يحقق كتبه أو يعلق عليها، فهو يعلق عليها ويطبعها على حسابه ويقوم بتصحيحها بنفسه، إلى غير ذلك، وكتاباته مشهورة، لكنها في المقابل تحتاج إلى التحقيق، يعني أكثرها شهرةً موارد الظمآن في دروس الزمان، وأيضًا له في دروس رمضان..
توفي أيضًا في تلك السنة ألف وأربعمائة واثنتان وعشرين الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، رحمه الله تعالى، وهو أحد رواد مدارس الحديث والسنة في اليمن، وكان له مدرسة في الحديث هناك وله طلاب كثر، وظل من سنة ألف وأربعمائة إلى قبل وفاته بأشهر ممنوعًا من الدخول إلى المملكة العربية السعودية بسبب أنه قد أشير إليه بالمشاركة في مشكلة الحرم المكي أو من قاموا بها، ثم في آخر عمره توسط بعض الوسطاء لأهل الحل والعقد هناك في المملكة وسمحوا له بالدخول، فكان يتعالج في ألمانيا على حساب الأمير نايف رحمه الله تعالى، ثم رجع إلى جدة فمات وصلي عليه في المسجد الحرام صلاة الفجر ودفن في مقبرة العدل في مكة مع الشيخين الجليلين، ومع غيرهما، مع الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، دفن في مكة، بعد أن حرم من دخول المملكة يعني من سنة ألف وأربعمائة إلى سنة ألف وأربعمائة واثنتين وعشرين، يعني تقريبًا اثنتين وعشرين سنة أو تقل قليلاً، وختم الله جل وعلا له بهذه الخاتمة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه..
توفي أيضًا الشيخ ابن جبير في ذي القعدة سنة ألف وأربعمائة واثنتين وعشرين، في آخرها..
هذه بمناسبة أن السنة التي توفي فيها سعيد بن المسيب أطلق عليها بسنة الفقهاء لكثرة من مات فيها..