قد يخفي علي الإنسان العالم الكبير بعض الحق

طلب العلم


بسم الله الرحمن الرحيم

أول واجب علي المكلف هو شهادة أن لا إله إلا الله ؛ إذا قالها وجب عليه أن يأتي بباقي الأركان وصار مسلماً ما لم يأت بناقضٍ ، لذلك استدل عمر رضي الله عنه وأرضاه بهذه الكلمة عندما أراد أبو بكر أن يحارب الذين منعوا الزكاة مع المرتدين فقال : " كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم علي الله " هكذا يجادل عمر الفاروق يجادل الصديق ، فلمن كانت الجولة ؟ ومن كان قوله الصواب ؟
قال أبو بكر :" والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة وبين الزكاة , فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقاً أو عقالاً كانوا يؤدونه إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم علي منعه . قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر فعرفت أنه الحق " يستدل بنفس الحديث " إلا بحقها " ورجع عمر ومن معه من الصحابة إلي قول الصديق ، وهذا أخذ منه الحافظ ابن حجر فائدة جميلة وهي أنه قد يخفي علي الإنسان العالم الكبير قد يخفي عليه بعض الحق ، وعمر قد نزل القرآن يوافق رأيه في عدة مسائل (مسألة الحجاب – مسألة أسري بدر .. وغير ذلك ) ومع هذا أخطأ الفاروق في هذه المسألة ، فلا مانع أن الإنسان الجليل الكبير القدر العالم يخطأ ويعلم ويدل علي خطأه بالدليل كما فعل الصديق وليس هذا معناه طعن في عمر أو طعن في هذا العالم وهذا الإمام ، فقد رجع عمر لقول الصديق ، وكونك ترد علي أحد بأدب وبعلم وبالدليل هذا ليس فيه تجريح ، وإلا لو تركت الأمة النصيحة فهذه خيانة لأن الدين النصيحة ، والنصيحة للعلماء من النصيحة للأئمة المسلمين والنصيحة للأمراء من النصيحة للأئمة المسلمين وكذلك النصيحة للعامة