منهج الحدادية وخطورته
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه..
فإذا كان الإنسان معروفًا بالسنة والذب عنها والبحث عنها ونشرها والذب عن التوحيد وأهله وحصل له شيء من الخطأ أو حصل له شيء من عدم تمييز الصواب فإنه ينبغي أن يغتفر له ذلك مع التنبيه على خطئه..
ولا تقام الدنيا ولا تقعد من أجل خطأ أو عدة أخطاءٍ طالما الشخص له قدم في العلم راسخة وثابتة، وله حسن قصد، وهذا الكلام الذي أقوله لكم الآن سمعناه من شيوخنا كافة ومنهم الشيخ الفوزان والشيخ ابن عثيمين وغيرهما عندما يسألون كثيرًا عن الحافظ ابن حجر والنووي رحمهما الله تعالى، فيقولون هذا الكلام الذي ذكرته.. هؤلاء العلماء معروفون بحسن القصد وحسن العمل وإرادة الصواب ولكنهم لم يوفقوا للصواب في مسائل معروفة
عكس هذا المنهج منهج طائفة غلاة معروفون بالحدادية نشأوا في المدينة النبوية وعلى رأسهم رجل يدعى بأبي عبد الله محمود الحداد، مصري عاش في المدينة فترة، وأظهر هناك حرق كتب الحافظ ابن حجر وحرق كتب النووي واتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه يمالئ المبتدعة وكذلك طعن في الشيخ الألباني وفي غير هؤلاء..
هؤلاء الغلاة أخرجوا ولله الحمد من المدينة، وللأسف الشديد جاء إلى مصر، ومصر البلدة المسكينة التي تعج بكل شيء مما قرب ومما بعد وبدأ ينشر فكرته وبدعته في مصر، ولا أدري هل ما زال موجودًا أم سافر لأنه نمى إلى علمي أنه يريد الرجوع مرة أخرى إلى المملكة..
فكما قلت هذا مذهب الغلاة أما أهل الإنصاف فهم وسط في هذا على ما ذكرته إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث..