كلمة عن الفرار من الفتن وترك الاستشراف لها
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم لكل عاقل أن التعرض للفتن أحيانًا يزلزل الناس فالواجب على الإنسان أن لا يتعرض للفتن بقدر الإمكان لأنه جاء في الحديث أن الإنسان لا يستشرف الفتن كما في حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به " رواه أحمد في المسند وهو صحيح ، فإذا علمت بفتنة فالجأ إلى ملجأ، من وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به، ولا يستشرف للفتنة، يقول أنا موجود وأنا قوي وأنا كذا، لا، قد تأكل عقله وتأكل قلبه بالشبهات أو بالشهوات، يعني بمجرد موت النبي صلى الله عليه وسلم حصل هذه الفتنة الكبيرة في أناس كانوا حديث عهد بالإسلام أو كان فيهم نفاق أو كان فيهم زندقة ونحو ذلك، أو غير ذلك، فالإنسان يحاول دائمًا أن يبعد عن أماكن الفتن ومواضع الفتن وأن يفر بدينه..
والحديث المعروف "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل" ..
ولا يخفى عليكم أن الفتنة التي حصلت في مصر فتنة الثورة زلزلزت أناسا كثيرين جدًّا من المشايخ ومن طلاب العلم ومن العوام، يعني هزت بلادنا هزة عظيمة جدًّا لم نكن نتخيلها، يعني أناسا كنت تعرف فيهم العقل والحكمة والحزم وقد تظن بهم العلم تزلزلوا ولم تثبت لهم قدم فيها حتى بعد انكشاف الأوضاع وانكشاف الأمور، لم يرجعوا في الظاهر، قد يكونوا قد ندموا في أنفسهم أو في ذوات أنفسهم لكن في الظاهر لم يرجعوا، إما عنادًا وإما أن الشبهة لا زالت مستمرة أو غير ذلك..
فالإنسان يحمد الله جل وعلا على الثبات، الإنسان الذي ثبته الله جل وعلا يحمد الله جل وعلا على الإسلام والإيمان وعلى أن ثبته على عقيدة أهل السنة والجماعة وعلى منهج أهل السنة والجماعة لأن هذه نعمة عظيمة جدًّا بعد الإيمان والإسلام..